
جاء قرار دخول الإعلانات إلى واتساب كأمر لا مفر منه، وتأكيدًا لذلك، أعلنت شركة ميتا عن خططها الطالثة لعرض الإعلانات على مستخدمي التطبيق. لكن هذه الإعلانات ستقتصر في الوقت الحالي على قسم “الحالة” والقنوات، مما يثير تساؤلات حول تأثيرها على تجربة المستخدم.
مصادر الدعم التجاري لتطبيق واتساب
رغم أن فيسبوك دفع أكثر من 19 مليار دولار لشراء واتساب، إلا أن هذه الصفقة كانت تحمل بُعدًا تجاريًا واضحًا. لذلك، توقف مستقبل التطبيق في مفترق طرق بين الحفاظ على الخصوصية وتحقيق نمو تجاري مستدام. المؤسسون الأصليون للتطبيق أبدوا رفضهم لفكرة الإعلانات، لكنهم لم يمنعوا بيع التطبيق لشركة تمتلك سجلًا تجاريًا مثيرًا للجدل في التعامل مع بيانات المستخدمين.
ميزانية الإعلانات ونموذج الأعمال
تطورت ميتا خلال السنوات الماضية في عرض الإعلانات عبر منصتي فيسبوك وإنستجرام. ومع ذلك، ظل واتساب الحلقة الناقصة في هذا النموذج. خلال الأيام الماضية، تحدث رئيس واتساب، ويل كاثكارت، في مقابلات إعلامية عن خطط الشركة الإعلانية. وقد أشارت صحيفة “دير شبيجل” الألمانية إلى تصريحاته المهمة حول هذا الموضوع.
فصل المحادثات عن المحتوى الإعلاني
عندما سُئل كاثكارت عن إدخال الإعلانات، أوضح أن تبويب “تحديثات واتساب” يهدف إلى فصل المحادثات الخاصة عن المحتوى الآخر. هذا الترتيب يمنح الشركة فرصة لعرض إعلانات مُخصصة دون التأثير على خصوصية المحادثات. قال: “المسؤولية تقع على عاتقنا والشركات لجعل الإعلانات مفيدة للمستخدم، عندما تكون محلية أو مرتبطة باهتماماته، فقد تكون مثيرة للاهتمام.” وأضاف مثالًا على استخدام إنستجرام لاستكشاف علامات تجارية جديدة.
تأسيس منصة إعلانية جديدة
السؤال المطروح هو: لماذا تحتاج ميتا إلى إدراج الإعلانات في واتساب إذا كانت تمتلك منصتين قويتين؟ الإجابة تكمن في القاعدة الجماهيرية الضخمة للتطبيق، التي تضم أكثر من 450 مليون مستخدم نشط خارج الولايات المتحدة. هذا العدد الكبير يشكل منصة جاهزة للتوسع في مناطق جديدة، مما يجذب الشركات للإعلان عبرها.
مستقبل واتساب وحماية الخصوصية
رغم التحديات، أكد كاثكارت أن خصوصية المحادثات ستظل آمنة. هذا التأكيد يُظهر حرص ميتا على التوازن بين النمو والخصوصية، وهو أمر يُهم مستخدمي التطبيق الذين يعتمدون عليه في الاتصالات اليومية.