
خلال مؤتمر المطورين السنوي WWDC 2025، خطفت آبل الأنظار بمجموعة من التحديثات التي أعلنت عنها لنظام iPadOS 26، ما جعل البعض يظن أن الشركة تتجه أخيرًا لجلب نظام macOS إلى أجهزة آيباد، أو على الأقل دمج بعض خصائصه بشكل كامل.
لكن آبل، وكعادتها، كانت حاسمة في موقفها: أجهزة آيباد لن تعمل يومًا بنظام macOS، لكنها قد تستفيد من بعض وظائفه القوية التي يتم نقلها وتكييفها للعمل على iPadOS.
وهو ما يعكس فلسفة آبل المستمرة منذ سنوات فى فصل مسارى التطوير بين أجهزة ماك وآيباد، رغم تقارب القدرات من حيث الأداء والمعالجات.
كريغ فيديريجى، نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات فى آبل، أوضح خلال حواره مع موقع MacStories أن الشركة لا ترى أن دمج النظامين يخدم مستقبل أجهزتها، مشيرًا إلى حوار شهير جمع مؤسس الشركة الراحل ستيف جوبز مع الصحفى والت موسبرج فى عام 2010، قال فيه جوبز إن “الماك يشبه الشاحنات، والآيباد يشبه السيارات الصغيرة”، فى إشارة إلى اختلاف طبيعة الاستخدام بين الفئتين.
وبحسب فيديريجي، فإن هذا التصور لا يزال ساريًا بعد مرور 15 عامًا، فلكل جهاز جمهوره واحتياجاته المختلفة، بينما يستخدم الآيباد بشاشته اللمسية في المهام اليومية والترفيهية والتنقل السريع، ما يزال جهاز ماك يعتمد بشكل رئيسي على لوحة المفاتيح والماوس ويُستخدم في البيئات المكتبية والمهنية الثقيلة.
آبل تدرك أن إدخال نظام macOS إلى الآيباد قد يجعل الجهاز أكثر جاذبية للمستخدمين الذين يرغبون في جهاز بإمكانات الماك ولكن بسعر أقل، لكنها لا تريد أن يؤدي ذلك إلى “تنافس داخلى” بين خطوط إنتاجها، أو ما يُعرف في عالم التسويق بـ “Cannibalization”، حيث يأكل منتج من حصة منتج آخر في السوق.
وعلى نفس المنوال، هناك سبب واضح لعدم دعم أجهزة ماك لشاشات اللمس حتى الآن، رغم تجربة آبل السابقة في تقديم شريط اللمس “Touch Bar” فى بعض الطرازات، قبل أن تتراجع عنه لاحقًا.
رغم كل ذلك، تشير آبل إلى أن نظام iPadOS 26 الجديد يخطو خطوات واسعة فى استغلال الإمكانات الهائلة التى توفرها شرائح M-series، حيث تعمل الشركة على تطوير تجربة استخدام تجمع بين قوة الأداء وسلاسة الاستخدام، دون الحاجة لنسخ تجربة ماك بالكامل.