حادث أشمون وضرب إيران

حادث أشمون وضرب إيران

ما جعلني أربط بين الحادثين، في أشمون وفي إيران، هذا التناول العاطفي في مصر، وهذا الحديث الصريح الذي سمعته مساء الجمعة الماضي للرئيس التركي رجب طيب أردغان، الذي التقى بعدد من قادة جيشه، وقال لهم:”إن أولويتنا الآن هي العمل بسرعة على تحديث منظومات الدفاع الجوي بالتصنيع المحلي، والحصول على أحدث المنظومات من الدول الكبرى”. وقال: “نحن نملك خمس منظومات محلية الصنع، متقدمة، ولدينا منظومة صواريخ إس 400 الروسية الأكثر تقدمًا، ونحن عضو في حلف الناتو الملزم بالدفاع عن أعضائه في حال تعرضه لعدوان، ولكن كل ذلك لا يكفي أمام الطموحات التوسعية لرئيس الوزراء الإسرائيلي ومن خلفه تحالف صهيوني ديني يريد تغيير منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وأن تركيا ليست بعيدة عن الطموحات الإسرائيلية في التوسع”.

وفي حادث أشمون، تابعت التناول الإعلامي، الذي انحصر في إثارة مشاعر المصريين حول الفتيات الصغيرات اللاتي ذهبن لإنقاذ أسرهن من الفقر، وحفلت مواقع التواصل الاجتماعي بقصص تتناول كل بنت وهي خارجة ماذا قالت وكيف احتضنت أمها وكيف بكى ذووهن، وكيف كان المشهد مأساويًا، ولم يتحدث أحد عن الخطر المرعب الذي يهلك كل يوم العشرات بل والمئات من حوادث السيارات في كل ربوع مصر.

لم يتحدث أحد عن كيف شحن السائق 18 فتاة في سيارة لا تتسع لأكثر من 12 راكبا، ولا تحدث عن حالة السيارة، وما إذا كانت قديمة ومتهالكة ولا تصلح للسير، وعن حالة السائق وما إذا كان لا يجيد القيادة أو هو مريض أو مدمن، وهل كان يسير في الطريق الصحيح أم في اتجاه معاكس، وأيضًا سائق التريلا هل هو مدمن أو نائم، أو أن سيارته أيضًا تفتقد للصلاحية، وما هو القرار الفوري الذي يجب أن يتخذ ويتم تعميمه على كل الجمهورية المصرية لإنقاذ فتيات المنوفية وفتيات وشباب ورجال مصر كلهم من الوقوع في نفس الحادث لتكرار نفس الأخطاء.

كما يجب ألا ينتهي ضرب إيران في مصر عند حد الإدانة والاطمئنان لأننا دولة كبيرة، ولا يستطيع أحد أن يعتدي علينا، ويجب البدء فورًا بالتنسيق العلني والمطمئن للشعب مع دول كبرى كالصين وروسيا لتحديث منظومات الدفاع الجوي، وصناعة منظومات محلية، ويجب أيضًا أن يتوقف ما يسمى باللهو العاطفي في الوعي المصري، والبحث الحقيقي والعملي والفوري عن إنقاذ أفراد الشعب من مهلكة سائقين أقل جرائمهم أنهم لا يجيدون أعمالهم.

الربط إذًا، لإيقاظ الوعي، لأن حكومة إسرائيل تعتبر هذه اللحظة هي أفضل أيام في تاريخها يمكن أن تحقق فيه الحلم التوراتي (إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات)، أي أن حدودها تبدأ من إثيوبيا والسودان ومصر في الجنوب وتمتد إلى لبنان وسوريا والعراق، وقد أضافوا لها مؤخرا مناطق في السعودية، وهو ما يلزم للسيطرة على منابع النفط.

وإن عدد شهداء حوادث الطرق فاق عدد شهدائنا في كل حروبنا ضد إسرائيل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *