ما لا يدرك كله.. لا يترك كله

ما لا يدرك كله.. لا يترك كله

هل سمعت من قبل عن هذه المقولة «ما لا يدرك كله لا يترك كله»؟.. مقولة مهمة جداً في حياتنا وعلى الإنسان أن يتبعها في كل أمور حياته، هذه المقولة تهدف إلى معنى سامي وهو أنه إذا تعذر حصول الشيء كاملا، و أمكن الفرد فعل بعضه، فإنه يفعل المقدور عليه، و لا يترك الكل، لأن إيجاد بعض الشيء أفضل من عدمه، بمعنى أن الإنسان ربما لا يستطيع أن يصل إلى كل شيء ولكن إذا لم يستطيع أن يصل إلى القمة فلا ينزل إلى القاع، ولتوضيح ذلك مثلا إذا كنت تريد أن تصبح الأول على دفعتك ولم تستطيع أن تدرك ذلك الهدف فلا تتخلى عن هدفك نهائياً فأنت لم تستطيع أن تدرك هدفك كله، ولكن عليك أن لا تتركه كله فلا بأس بالمركز الثاني مثلاً.

إذا كنت تذاكر من كتاب كبير وهناك بعض الصفحات التي لا تفهمها، هناك البعض الذي ييأس ويترك المذاكرة كلها، وهناك الآخر الأذكى الذي يسير بقاعدة «ما لا يُدرك كله لا يُترك كله»، يقوم بمذاكرة ما يعرفه والعديد من الأمثلة الأخرى، فعلى الإنسان أن يلتزم بتلك القاعدة طوال حياته، ليس من الضروري أن تمتلك كل شئ ولكن عليك أن تحرص علي ما يمكنك أن تمتلكه، إذا أردت أن تبدأ في تغيير حياتك فأبدأ الآن لا تقول لقد فاتني الكثير ولن أستطيع التغيير، فهذا خاطئ عليك أن تسير بالقاعدة الآتية وتجعلها عنوان لحياتك.

كل إنسان منا لديه طموح وهدف يتمنى تحقيقه ويسعى له بكل قوة، فعلينا أن نسعى ونجتهد حتى نصل إلى كامل الهدف أو الحلم، ولكن ماذا يحدث إذا تعثرنا أو حققنا نسبة من هذا الحلم أو الهدف لا بأس.

نسعى مرة أخرى ونحاول ونحاول ولكن لو شاءت الاقدار التوقف عند حد معين من تحقيق الهدف فنشكر الله ونحمده ونرضي، وكن متأكداً بأن الله شايل لك الأحسن والمناسب لك ولقدراتك

ولكن هناك فئات معينة من الناس يصيبها اليأس بسرعة فإذا ما تعثرت في طريق مستقبلها تشائمت وتعقدت وتقف عند هذا الحد ولا تستكمل ما بدأته وهنا أسمحوا لي أن أؤكد أن اليأس صفة لا تليق بكبار النفوس وأن اليأس طريق لا يسلكه إلا العاجزون، ولا تيأس من الشدة والأزمات وضيق الفرج فكم من كربة انفرجت بقدرة القادر الواحد الأحد.

نقع في فخ «البكاء على اللبن المسكوب» في كثير من الأحيان، ونعيش في وهمٍ كبيرٍ هو «عودةُ الفرصةِ الضائعة»، وننسى التعلم من دروسها.. منْ مِنا لم يتألم لظنه أنه الوحيد في هذا الكون الذي يكدح ويجتهد، وأنه أذكى خَلْق الله – سبحانه وتعالى، وللأسف لا يشعر بوجوده الآخرون.. مَنْ مِنا شخص وحلل بصدق الأسباب الواقعية لخسارة وظيفة أو صديق أو ترقية، وكَتب أسباب الفشل وعمل على تغييرها سواء بالدراسةِ أو بالقراءةِ أو بالتدريب أو بتأهيلِ الذات، بدلًا من صب جمِ غضبه على الحظ والواسطة والظروف.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *