شهد المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، توقيع اتفاقية التزام جديدة للبحث عن البترول واستغلاله بمنطقة جنوب وادي السهل في الصحراء الشرقية، وذلك بين شركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول وشركة لوك أويل أوفرسيز إيجيبت ليمتد الروسية. هذه الخطوة تُعد منعطفًا مهمًا في مسيرة الدولة لجذب استثمارات جديدة في قطاع الطاقة، وتُظهر التزامها بتعزيز إمكانات استكشاف الموارد الطبيعية.
تفاصيل الاتفاقية
تشمل الاتفاقية تنفيذ مسح سيزمي ثلاثي الأبعاد على مساحة تصل إلى 200 كيلومتر مربع، بالإضافة إلى حفر 6 آبار استكشافية خلال فترة البحث. تأتي هذه الخطوة ضمن تنفيذ المحور الأول من استراتيجية وزارة البترول، الذي يركز على تحسين الإنتاج المحلي وتقليل تكاليف توفير المنتجات البترولية للمواطنين. كما تهدف إلى تسريع مراحل الاستكشاف وتعزيز الشراكات الدولية في القطاع.
منطقة جنوب وادي السهل: ميزات استثمارية استثنائية
تتميز منطقة جنوب وادي السهل بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، حيث تقع بالقرب من مناطق تنمية نشطة ومحطات معالجة وخطوط إنتاج متكاملة. هذه العوامل تساهم في خفض تكاليف أنشطة الحفر والتنمية، مما يجعلها من المناطق الواعدة التي تجذب اهتمام الشركات العالمية. كما أن مواردها الطبيعية قد تشكل استثمارًا مربحًا في المستقبل القريب.
توسع لوك أويل في السوق المصري
تُعد هذه الاتفاقية استكمالًا لخطة شركة لوك أويل الروسية للتوسع في السوق البترولي المصري، حيث سبق أن فازت بمنطقة وادي السهل ضمن مزايدة الحقول المتقادمة مؤخرًا. تخطط الشركة لتنفيذ برامج استكشافية وتنموية في منطقتي جنوب وادي السهل ووادي السهل، بالإضافة إلى استمرار أعمالها في منطقة غرب عش الملاحة. كما تتعاون مع شركة إيني الإيطالية في منطقة مليحة المندمجة بالصحراء الغربية، والتي شهدت اكتشافات ناجحة في الآونة الأخيرة.
تصريحات الوزير: رؤية استراتيجية للطاقة
أكد المهندس كريم بدوي أن الاتفاقية تُنبع من توجه الدولة لتعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية وتوسيع رقعة البحث والاستكشاف. هذا التوجه يُعزز من تأمين احتياجات السوق المحلي ويحقق توازنًا بين الحاجات الوطنية والفرص الاقتصادية. كما أشار إلى أن هذه الخطوة تُعكس ثقة الشركاء الدوليين في مناخ الاستثمار المصري، وتعمل على جذب استثمارات مُجددة في القطاع.
الحضور والتعاون المشترك
حضر مراسم التوقيع عدد من قيادات قطاع البترول، من بينهم المهندس إيهاب رجائي، وكيل أول وزارة البترول للإنتاج، والدكتور سمير رسلان، وكيل الوزارة للاتفاقيات والاستكشاف. كما حضر رئيس شركة لوك أويل في مصر، السيد أندريا لياخوف، والمهندس خالد عبد السلام، رئيس شركة عش الملاحة. هذا الحضور يعكس التزام الطرفين بتعزيز الشراكة وتحقيق أهداف مشتركة.
أهمية الاتفاقية على الصعيد الوطني
تعكس هذه الاتفاقية ثقة الشركاء الدوليين في جاذبية السوق المصري، واستمرار الدولة في توسعة أنشطة البحث والاستكشاف. من خلال هذه الخطوات، تسعى مصر إلى تأمين احتياجاتها من الطاقة وزيادة عائداتها القومية، مما يُسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانة قطاع البترول في المشهد الدولي.